إبراهيم الشرقي مؤسس المملكة
رقم العضويه : 1 النشاط : 54991 عدد المساهمات : 944 تاريخ التسجيل : 25/11/2009
| موضوع: نكهة القتل 9/2/2010, 14:01 | |
| [ هذا الموضوع غير صالح للتداول الآدمي نوعاً ما ]
كان وجودي في بوخارست بذلك العام خطأً فادحاً ، ومرارة لا زلت أتجرعها حتَّى يومنا هذا ؛ كنت أقطن في غرفة بفندق ماجيستك ملاصقة للكنيسة ، إنَّ كل ما في بوخارست موحش ومهجور ومخيف وبارد وشاذ ! ، وقد كان ذهابي ضرب من ضروب الجنون ، ومحاولة صريحة للانتحار ! ؛ فعند الغسق تهرب الحياة من بوخارست ! ، وتختبئ سيّارات داسيا التي تُعبأ بالغاز ، ولا يبقى في الشارع إلا ثلاثة أصناف من البشر ، القتلة والمدمنين ونحن ؛ كنا نخرج أول الأمر لشراء الدخان أو وجبات سريعة تسد جوعنا ، ثم تطوّر الأمر إلى أن أصبحنا نخرج لنرى الأشباح التي تتجول في تلك الطرقات بحثاً عن أي لحم طازج تقتات عليه ، فنمشي على ظل القمر ونتهامس ! . حتَّى جاء اليوم الذي سمعنا فيه صوت طلقات نارية قريبة ، وقد كنا نتناول طعام العشاء في مطعم على الشارع ، ثم سمعنا صراخاً مخلوطاً بضحكات عالية ومزيداً من الرصاصات ! ، لم أعلم أن تلك تعتبر ليلة هادئة جداً في سماء بوخارست ! .
سكان بوخارست يستمتعون بالقتل ، ويتلذذون به ، بل إنهم يحترفونه احترافاً ! ، القتل الذي نتفاخر به في المعارك ، يُعتبر عندهم رياضة ! ، خصوصاً الشُّبان الذين يرتدون جينزاً أسوداً ومعاطف من أيَّام الثورة ، هؤلاء عصابة بوخارست الكبيرة وهذا هو زيّهم الموحد ! ، والشرطة لا تستطيع فعل شيء معهم أبداً ، كانت لعبة سياسية قذرة ، كان المواطنون يواجهون بعضهم البعض ، وينهشون لحوم أقاربهم وأبناءهم ؛ بقيتُ في بوخارست 4 أيَّام رأيت فيها الموت أكثر من مرة ! ، في السينما داخل بوخارست مول عندما كان يُعرض فيلم ماتريكس ، عند الإشارة المرورية وقتما ضرب مواطن تحت تأثير المُخدرات زجاج السيارة بعصا حديديّة لتتطاير شظايا الزجاج في أعيننا ، بعد خروجنا من إحدى المطاعم لحقنا جمعٌ من الصبية والفتيات أرادوا قتلنا بالسلاح لولا رحمة ماركو الروماني ، في محطة المحروقات ونحن متجهين نحو براشوف تعرض سائق التاكسي لعملية دهس وسرقة أمام الملأ ! ؛ حقاً من يطلب الموت فليطلبه في رومانيا ! ، أرض لا تزال رائحة الرماد فيها ، تستطيع أن تستاف تلك الرائحة من مقاعد الطائرة وقت الهبوط ! ، جباه المنازل المخزية والعارية من كل شيء إلا البرد والشحوب ، إنها قطر من أقطار الأرض المهملة والمنسيّة ؛ يستطيع الروماني أن يتلذذ بالقتل كما يجب وعنهم أَخذَ العالم هذه المَلكَة ، يُحافظ الرجال في رومانيا على أسلحتهم بنفس القدر الذي تحافظ فيه النساء على علب الماكياج ، فيُزين الأول نفسه على طريقته وتزين الأخيرة نفسها على طريقتها ، وكلاهما يقتل على طريقته .
نكهة القتل ليست كسائر الملذّات ، لذّة القتل تكمن في منظر الضحيّة وهو مضرج بدمائه ، شكله وهو مستلقي على كوعه الأيمن بعجز شديد ، ينظر إليك وهو لا يراك أصلاً ، أنت في الحقيقة تكون خلفيّة لفيلم حياته الذي يمرُّ سريعاً أمامه ، أنت في الحقيقة الرجل الذي يقوم بتبديل بكرات ذلك الفيلم السريع جداً ؛ وكما أن الحب له أوقات يكون فيها أجمل من غيرها ، كذلك فإن القتل له أوقات ، القتل في الشتاء القارص ، عندما ترى نقطة الدم على الثلوج من على بُعد أميال بعيدة ، والصيف الحار ، حيث تتبخر نقطة الدم قبل أن تصل إلى الأرض ! ، تستطيع في رومانيا مشاهدة العديد من الأشكال والأوضاع لحركة الإنسان عند الموت ! ، والجنازة عندهم تؤدي إلى رهافة حس الدعابة ورفع المعنويّات لدى المرء ! ، فلا رعب ، ولا نائحات في ثياب السواد يشهقن ويندبن في حُزن مُفتعل ، بل إن جنائزهم رائعة وألوانهم فيها جميلة لامعة وموسيقى صاخبة ، لديهم صلابة عجيبة ، كالمسامير بل أشد .
• ألذ أنواع القتل على الإطلاق هو القتل رمياً بالرصاص ، طلقة من مسدس 9 ملم البلجيكي الأنيق ، ولا يوازي لذّة 9 ملم البلجيكي إلا مسدس فالتير الألماني ، ولتكتمل المتعة قم بتزويد فالتير بنظام ليزر ومصباح فيه حبابة هيلوجينية ؛ رصاصة إسبانية الصنع تمرُّ من مؤخرة الرأس فوق الرقبة تقريباً لتنفذ من الجهة الأخرى مصطحبة معها فيتامينات المخ ومُحدثة شرخاً لا ينساه التاريخ ولا الطبيب الشرعي ، الرسم الذي تشكله صفائح الدم على السطح أشبه ما تكون ببلاطة رخام برتغالية لا تستخدم إلا في مداخل الكنائس ؛ بعد فترة قليلة من عمليّة القتل حاول أن تدفع برجلك الدماء المتخثرة على الأرض ، كأنها قطن مبلول ! .
• القتل بواسطة إحداث عطب في المفاصل ، كالظهر مثلاً ، تحتاج إلى قوة ، يجب أن يكون الشريان الذي يُغذي أطراف جسدك أثخن من الشريان الذي يُغذي دماغك ! تماماً كالأسود والضباع والنمور ؛ ضربة قوية على إحدى المفاصل المهمة في الجسد ، التي تسبب شللاً أو غيبوبة أو رعشة دماغية ولو لثوان معدودة كفيلة بأن تجعل الضحية يتنفس من خرم إبرة ويرى العالم من حوله يدور ويدور ويسمع أصوت ( بقْ بقْ ) ! ، استخدام مُعدات ثقيلة للضرب أو الكسر أو الإيلام بشكل عام قد تزيد من فرص القتل لكنها تُقلل – بالتأكيد – من فرص المتعة ، ولو كنت ذا لُبٍ فابحث عن العظام الطويلة لأن مساحة الكسر فيها أكثر من القصيرة ، المهم أن تستمع إلى صوت التهشيم قبل الكسر .
• القتل من مسافةٍ بعيدة ، بأسلحة دقيقة كماوسير و ريمنجتون مثلاً أو الرشاشات النصف أوتوماتيكية متعته تكمن في لحظة سماعك صوت اصطدام جسد الضحيّة بالأرض الصلدة ، وسقوطه من أمام مرمى نيرانك وكأنه انتقل للحياة الآخرة بسرعة البرق ! ، منظره من بعيد وهو يتحرك بسرعة وينازع الروح وكأنه سمكة أُخرجت من الماء يُشعرك بالرضا ، فقط أنكس سلاحك وضع فوهته تجاه الأرض واستند عليه وطالع من بعيد وأنت تتمتم قائلاً ( ياه ، كم كانت المسافة بعيدة ؟ ) ؛ ولتكون أكثر احترافية كالرومان تماماً ، يُفضل استخدام طلقات منفجرة ، كي لا تُبقي أثراً لمكان الإصابة من جهة ولتوفير مبلغ من المال عند صناعة تابوت أقصر من طول الميّت الذي فقد رأسه .
• القتل طعناً وخرقاً بالسكين أو أي آلة محدبة ، وإن كنت تريد قمّة المتعة فاطعن بأداة مخصصة لغير القتل ! ، كأن تطعن أحدهم بمقبض باب حديدي مدبب ! ؛ أغرس السكين وحركها بشكل أفقي حتى تفتح مدخلاً للهواء والأتربة ، ثم حركها عمودياً واسحبها للخارج وادفع الضحية بيدك الحُرة ليسقط على ظهره ، قد يتمسك بيدك وأنت تدفعه ! ، هذه فرصة للركل ! ، أركله في نفس موضع الجرح وأدخل حذائك في التجويف وتحسس أمعاءه ، ليموت مسموماً من أثر الحذاء بعد الطعن ، بدلاً من أن يموت مطعوناً فقط ! ، وإن أردت فاستخدم للخياطة نسيلاً من أمعاءه .
• القتل حرقاً ، يعتبر هذا النوع مُكلفاً بعض الشيء في رومانيا ، لأن لتر البنزين هناك يساوي ثروة ، ومُعظم الشعب هناك لا يمتلك للرأس فروة ! ؛ لكن إذا ما فرضنا توفر البنزين بشكل أو بآخر ، فأن سكب البنزين على الضحيّة يكون في الوجه عادة ليُصاب بالعمى الوقتي ، ثُم يشعل في جسده ، ليتخبط من بعد الاشتعال ! فتراه وكأنه شُعلة الأولمبياد ، ولأنك لا تتحكم في مسار النار عادة ، فهذا النوع من القتل يعتبر بدائياً ولا يستخدمه إلا الهواة وبعض المجوس ؛ ولتتوقع أيَّاً من هذه الصور التالية بعد الحرق ، فقد كان هناك أناس اشتعلت أمعائهم بينما ظلّت أجسادهم سليمة ! ، والبعض الآخر احترق رأسه وتفحّم ، لدرجة أن تنظر إلى أسفل داخل الجسم والصدر وتحصل على معلومة حول تشريح الإنسان ، وهناك قلّة يقفون على أوساطهم بعدما احترقت أفخاذهم ؛ وهناك سبب آخر غير غلاء البنزين لعزوف الرومان عن القتل حرقاً ، فالآثار التي تخلفها عمليّة حرق النَّاس لا تُحتمل ، التلوث العفن والكريه في كل شارع ، ورماد أجساد الضحايا الذي يملئ الممرات ، فالهواء الذي أفسده تحلل الموتى قد يُمرض الذين بقوا أحياء في المدينة ! ، وهذا لا يهم على وجه العموم .
• يحتفظ السم بإطلالته الخالدة فوق طرائق القتل الرائعة ، ولأن العلم حقق تقدماً رائعاً ، والسموم طردتها في ذلك ، أصبح القتل بالسم فنَّاً بحد ذاته ؛ إلا أن رومانيا بقيت مكانها ! ، ولعل الزرنيخ الذي يقبع في المجموعة الخامسة من الجدول الدوري أكثر استخداماً هناك لسهولة الحصول عليه بحجّة القضاء على الفئران ! ، ويستطيع الكيميائي بأدواته أن يرى آثار الزرنيخ على جدران رومانيا ، يصعب على الكلمات أنْ تُشخص مشهد البؤس ذاك ، وأقصد منظر المصاب بالسم ! ، أفضل وصف هو أن تتخيل مئة شبح إنساني من كلا الجنسين ومن كل الأعمار ، يزحفون بألم ياردات قصيرة ثم يجلسون ليلتهموا أطرافهم ! ، ويلعقون الأرض .
[ تخيّل ، السجائر أكثر أنواع القتل فتكاً وإيلاماً ، و رومانيا بريئة ]
نعم نعم رومانيا بريئه | |
|