الجناحان ..... وأمتلاك الزمان

كل انسان منا يولد بجناحين

جناحين كبيرين جدا يحلق بهما فوق كل شيء

سواء كانت تلك التي في متناول يده

او كانت تلك التي ليست في متناول يديه على الاطلاق

جناحان يصوران له الاشياء

ويزينان له التحليق التحليق فوق وصوب كل الطرق

الا ان العقلاء من الناس سرعان ما يفطنون الى حقيقة انفسهم

او ربما حقيقة واقعهم وحقيقة قدراتهم

ارتفعت هذه القدرات ام دنت

فأذا بالواحد منهم يكتشف ان جناحيه

لن يخرقا به الارض او يبلغا به الجبال طولا

وفي ذلك

فاما ان يتصالح المرء مع نفسه رويدا رويدا

فيتكيف مع واقعه حيثما يحط به

واما ان يشقى الانسان بنفسه ايما شقاء

فيظل يصارع ويتصارع مع كل الواقع من حوله بغية تغيره

والمضحك في الامر انه لا يعلم انه لا يتصارع في حقيقة الامر

الا مع نفسه ليس اكثر ولا اقل

الى درجة غالبا ما تصل به الى شطآن (التآكل النفسي)

او ما يمكن ان نسميه سيكلوجيا (الجذام النفسي)

وهكذا الى ان يضطر المرء في نهاية المطاف

الى الرضوخ الى واقعه ولكن بوجدان مكسور

وفي ذلك تختلف النفوس

ما بين

نفوس راضية مطمئنه


واخرى لا يهدأ لها بال

فاذا بها وقد اعتلتها غبرة فأرهقتها قترة

ولكل مرحله في عمر الانسان جناحان

ولان الامل في الانسان يلازمه ما حيا

فانه يتصور انه مادام قد بدأ يرفرف بجناحيه في كل مره

فانه حتما سيرتفع ويرتفع

وهذا ليس شرطا على الاطلاق

فمن الجائز ان يحلق قليلا قليلا ثم يحدث انه لا يرتفع

او قل انه لا يرتفع الى ما كان يصبو اليه خياله

فربما يقف نجاح الانسان عند حد معين بما قد لا يكون له علاقه

بذلك القدر الذي يفترشه الانسان في الحلم

بل وربما اانت بالغ الذروه نجاحك اليوم وبالغ ذروة فشلك في ذات اللحظه
وانت المتصور انك ستطير وتطير من نجاح الى نجاح

اعتذر منكم لانه ليس شرطا ايها السيدات والساده

ان تستمر في النجاح ما دمت قد بلغته

بل وليس شرطا حتى ان تستمر في الفشل

اذا هنا نصل الى قاعده جذرية

بان النجاح او قل التحليق بجناحيك

ليس طرزا واحدا

وانما هو طرز مختلفة منه الواسع والمحدود

القصير والطويل المدوي والغير مدوي

وعلى المرء في كل ذلك ان يرتضي ليس فقط نوع النجاح

وانما زمنه ايضا

كثير من الناس من يرى او يتصور ان نجاحه سرمديا ابديا

وان اجنحتهم طولى دائما ما حيوا

وهذا هو عين الخطأ




منقوووول

دمتم بود