"الارض مقابل السلام'
السياسية
الأربعاء 07 أبريل 2010
أحمد غـراب:
تحتفل بلادنا بـ"يوم الأرض العالمي"، بعد أسابيع من
تدشين مهرجان حصد الأراضي في الحديدة، بمشاركة حشد غفير من المسؤولين
والنافذين والشخصيات الاعتبارية والاجتماعية، الذين رفعوا للمواطنين شعار:
"الأرض مقابل السلام".
وبهذه المناسبة الجليلة يتوقع أن يخرج اللاجئون في أرصفة وأزقة و"محاوي"
الحديدة إلى العراء للمطالبة بـ"حق العودة" إلى أراضيهم وهم يحملون أغصان
الزيتون. كما يتوقع أن يقوم مندوب حكومي بتقديم باقة ورود إلى "حائط
المبكى"، وضريح أراضي الدولة التي تم تحويشها والبسط عليها.
وكانت صواريخ "تهبشية" من طراز "أرض أرض" قد أغارت،
خلال الشهور الأخيرة، على أراضي الدولة وأراضي بعض المواطنين في محافظة
الحديدة، مدججة بـ"عفاطة" غير مسبوقة. وأعرب "صاحب عربية بطاط" في أحد
الأحياء الفقيرة عن رفضه لأي شكل من أشكال "التطبيع" مع "المتهبشين"، منددا
بالصلف "التهبشي"، فاقدا الأمل في اللجان الأحادية والثنائية والثلاثية
والرباعية... التي يتم تشكيلها تحصيل حاصل.
وأضاف: "إذا غريمك القاضي من تشارع!؟".
وفي ذكرى "النكبة" التي أصابت أرضيته، يتذكر أحد
المواطنين أنه فوجئ بمن يحوش على أرضيته ويريد أن يسلبها منه ظلما وعدوانا
دون أدنى وجه حق. وأضاف قائلا: "معي بصائر تثبت أن الأرض حقي؛ لكن لمن
أشتكي؟!".
ويتوقع المواطنون في الحديدة أن يظل الحال على ما هو عليه؛ على اعتبار أن
القانون لا يطبق إلا على الضعفاء والبسطاء، ويتجنب النافذين و"الأعفاط".
في هذه الأثناء يرى مراقبون أن المتورطين في "هبش"
أراضي الحديدة سيلجؤون إلى سياسة "الجدار العازل" للمضي في سياساتهم
التوسعية وبناء المزيد من "المستوطنات" الخاصة بهم.
"أيها المتهبشون! يا ويلكم من الله! أين ستذهبون منه؟! يا ويلكم من يوم لا
ينفع فيه مال ولا بنون! من الأرض خرجتم وإليها تعودون، فلمن تحوشوِّن
وتبسطون وتظلمون وتشردون!؟".
{ولا تحسبنَّ الله غافلا عما يعمل الظالمون، إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه
الأبصار، مهطعين مقنعي رؤوسهم، لا يرتد إليهم طرفهم، وأفئدتهم هواء...}.
موضوع: الارض مقابل السلام 
8/4/2010, 06:29
